24‏/9‏/2009

أخطاء عديدة قد تقعون بها





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلي على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
انتبهوا !!
أخطاء عديدة قد تقعون بها (ربما من غير قصد) في رحلةتربية أبنائكم
ودعونا نلقي الضوء على بعضها:
ويعني تحكم الأب أو الأم في نشاط الطفل والوقوف أمام رغباته التلقائية ومنعه من القيام بسلوك معين لتحقيق رغباته التي يريدها حتى ولو كانت مشروعة أو إلزامه بالقيام بمهام وواجبات تفوق قدراته وإمكانياته ويرافق ذلك استخدام العنف أو الضرب أو الحرمان أحياناً وتكون قائمة الممنوعات أكثر من قائمة المسموحات,كأن تفرض الأم على الطفل ارتداء ملابس معينة أو طعام معين أو أصدقاء
معينين.
1-التسلط أوالسيطرة




ويدخل ضمن هذا أيضاً فرض الوالدين على الابن تخصصاً معيناً في الدراسة والعمل ,ظنا منهما أن ذلك في مصلحة الابن دون أن يعلموا مدى خطورة هذا الأسلوب على شخصية الابن وحياته المستقبلية,إذ ينشأ ولديه ميل كبير للخضوع واتباع الآخرين ونقص في الثقة في النفس وعجز عن التفكير الحر والإبداع وخوف من مسؤولية اتخاذ القرارات, كما يساعد اتباع هذا الأسلوب في تكوين شخصية قلقة خائفة دائماً من السلطة تتسم بالخجل والحساسية الزائدة ..


كما قد ينتج عن اتباع هذا الأسلوب طفل عدواني يخرب ويكسر أشياء الآخرين لأن الطفل في صغره لم يشبع حاجته للحرية

والاستمتاع بها.


2-الحماية الزائدة


إذ يقوم أحد الوالدين أو كليهما نيابة عن الطفل بالمسؤوليات التي يفترض أو يجب أن يقوم بها وحده ويحرص الأهل على حماية الطفل والتدخل في شؤونه فلا يتاح له فرصة اتخاذ قراره بنفسه وعدم إعطائه حرية التصرف في كثير من أموره :


كحل الواجبات المدرسية نيابة عنه أو الدفاع عنه عندما يعتدي عليه أحد الأطفال


وقد يرجع ذلك لخوف الوالدين على الطفل لاسيما إذا كان الأول أو الوحيد أو كان ولداً بين عدة البنات.. إلخ...


وهذا الأسلوب بلا شك يؤثر سلباً على نفسية الطفل وشخصيته فينمو الطفل بشخصية ضعيفة غير مستقلة معتمدة على الغير وغير قادرة على تحمل إضافة إلى انخفاض مستوى الثقة بالنفس

وسهولة تقبل الإحباط وازدياد الحساسية تجاه أي نقد,


فمثلاً عندما يكبر يطالب بأن تذهب معه أمه للمدرسة حتى مرحلة متقدمة من العمر,ويكون في المستقبل عرضة لمشاكل عدم التكيف بسبب كونه حرم من إشباع حاجته للاستقلال في طفولته ولذلك يظل

معتمدا على الآخرين دائماً .


3-الإهمــــــال


حينما يترك الوالدان الطفل دون تشجيع على سلوك مرغوب فيه أو تنبيه ومحاسبة على سلوك خاطئ وقد يعود هذا

لانشغال الأبوين كل بمسؤولياته وحياته بعيداً عن الأسرة


والأبناء يفسرون ذلك على أنه نوع من النبذ والكراهية والإهمال فتنعكس بآثارها سلباً على نموهم النفسي .



ويصاحب ذلك أحياناً السخرية والتحقير للطفل فمثلاً عندما يقدم الطفل للأم عملاً قد أنجزه وسعد به تجدها تحطمه وتنهره وتسخر من عمله ذلك وتطلب منه عدم إزعاجها بمثل تلك الأمور التافهة كذلك الحال عندما يحضر الطفل درجة مرتفعة ما في

احد المواد الدراسية لا يكافأ مادياً ولا معنوياً بينما إن حصل على درجة منخفضة تجده يوبخ ويسخر منه ، وهذا بلا شك يحرم الطفل من حاجته إلى الإحساس بالنجاح ومع تكرار ذلك يفقد مكانته في الأسرة ويشعر تجاهها بالعدوانية وفقدان حبه له.



وعندما يكبر يجد في الجماعة التي ينتمي إليها ما ينمي هذه الحاجة ويجد مكانته فيها ويجد العطاء والحب الذي حرم منه وهذا يفسر بلا شك هروب بعض الأبناء من المنزل إلى شلة الأصدقاء ليجدوا ما يشبع حاجاتهم المفقودة .


وتكون خطورة ذلك الإهمال أكبر ضرراً على الطفل في سني حياته الأولى بإهماله لحاجته للآخرين

وعجزه عن القيام بإشباع حاجاته بنفسه.


ومن نتائج اتباع هذا الأسلوب في التربية ظهور بعض الاضطرابات السلوكية لدى الطفل كالعدوان والعنف أو الاعتداء على

الآخرين أو العناد أو السرقة أو إصابة الطفل بالتبلد الانفعالي وعدم الاكتراث بالأوامر والنواهي التي يصدرها الوالدان.


4-التدليل


إذ تتم موافقة الطفل في كل رغباته والتساهل معه في ممارسة بعض السلوكيات غير المقبولة



سواء دينياً أو خلقياً أو اجتماعياً..


عندما تصطحب الأم الطفل معها مثلاً إلى منزل الجيران أو الأقارب ويخرب الطفل أشياء الآخرين ويكسرها لا توبخه أو

تزجره بل تضحك له وتحميه من ضرر الآخرين ، كذلك الحال عندما يشتم أو يتعارك مع احد

الأطفال تحميه ولا توبخه على ذلك السلوك بل توافقه عليه وهكذا .......


وقد يتجه الوالدان أو أحدهما إلى اتباع هذا الأسلوب مع الطفل إما لأنه طفلهما الوحيد أو لأنه ولد بين أكثر من بنت أو العكس أو لأن الأب قاسٍ فتشعر الأم تجاه الطفل بالعطف الزائد فتحاول أن تعوضه عما فقده أو لأن الأم آو الأب تربيا بنفس الطريقة فيطبقان

ذلك على ابنهما ..


ودائماً خير الأمور الوسط لا إفراط ولا تفريط


فمن نتائج تلك المعاملة أن الطفل ينشأ غير معتمدٍ على نفسه غير قادرٍ على تحمل المسؤولية بحاجة لمساندة الآخرين ومعونتهم,كما يتعود على دوام الأخذ لا العطاء وأن على الآخرين أن يلبوا طلباته وإن لم يفعلوا ذلك يغضب ويعتقد أنهم أعداء له ويكون شديد الحساسية وكثير البكاء .


وعندما يكبر تحدث له مشاكل عدم التكيف مع البيئة الخارجية ( المجتمع ) فينشأ وهو يريد أن يلبي له الجميع مطالبه يثور ويغضب

عندما ينتقد أحدهم سلوكا له ويعتقد الكمال في كل تصرفاته وانه منزه عن الخطأ وعندما يتزوج يحمل زوجته كافة المسؤوليات دون أدنى مشاركة منه ويكون مستهتراً نتيجة غمره

بالحب دون توجيه .


5-إثارة الألم النفسي


ويكون ذلك بإشعار الطفل بالذنب كلما أتى سلوكاً غير مرغوب فيه أو كلما عبر عن رغبة سيئة, أيضاً كثرة تحقير

الطفل والتقليل من شأنه والبحث عن أخطائه ونقد سلوكه مما يفقده ثقته بنفسه فيكون متردداً عند القيام بأي عمل خوفاً من حرمانه من رضا الكبار وحبهم


وعندما يكبر يكون شخصية انسحابية منطوية غير واثق من نفسه يوجه عدوانه لذاته ولديه دوما شعور بعدم الأمان وان الأنظار كلها مصوبة نحوه فلا يحب ذاته ويمتدح الآخرين ويفتخر بهم وبإنجازاتهم وقدراتهم أما هو فيحطم نفسه ويزدريها.


6-التذبذب في المعاملة


وهو عدم استقرار الأب أو الأم في استخدام أساليب الثواب والعقاب فيعاقب الطفل على سلوك معين مره ويثاب على نفس السلوك مرة أخرى


وذلك نلاحظه في حياتنا اليومية من تعامل بعض الآباء والأمهات مع أبنائهم مثلاً : عندما يسب الطفل أمه أو أباه نجد الوالدين يضحكان له ويبديان سرورهما ، بينما لو كان الطفل يعمل ذلك العمل أمام الضيوف فيجد أنواع العقاب النفسي والبدني


هذا يقود الطفل لحيرة من أمره ,وغالباً ما يترتب على اتباع ذلك الأسلوب أن يغدو الطفل ذا شخصية متقلبة مزدوجة في التعامل مع الآخرين ، وعندما يكبر ويتزوج تكون معاملته لزوجته متقلبة متذبذبة فنجده يعاملها برفق وحنان تارة وتارة يكون قاسياً بدون أي

مبرر لتلك التصرفات وقد يكون في أسرته في غاية البخل والتدقيق في حساباته ودائم العبوس أما مع أصدقائه فيكون شخص آخر كريماً متسامحاً ضاحكاً مبتسماً .


كما يظهر أثر هذا التذبذب في سلوك أبنائه حيث يسمح لهم بإتيان سلوك معين في حين يعاقبهم مرة أخرى بما سمح لهم من تلك التصرفات والسلوكيات.


وقد يفضل أحد أبنائه على الآخر فيميل مع جنس البنات أو الأولاد وذلك حسب الجنس الذي أعطاه الحنان والحب في

الطفولة.


7-التفرقة


وتعني عدم المساواة بين الأبناء جميعاً والتفضيل بينهم بسبب الجنس أو ترتيب المولود أو السن أو الذكاء أو الجمال أو غير ذلك...


وهذا بلا شك يؤثر على نفسيات الأبناء الآخرين وعلى شخصياتهم فيشعرون بالحقد والحسد تجاه هذا المفضل وينتج عنه شخصية أنانية تعود الطفل على الأخذ دون العطاء وعلى الاستحواذ على كل شيء لنفسه ولو على حساب الآخرين .




الى كل ولي أمر خالد وسعد طفلان في السابعة من العمر، يعيش كل منهما مع والديه اللذين يحبانهما كثيرًا ويحرصان على تربيتهما ليصبحا ناجحين في مستقبل حياتهما. عندما يستيقظان في الصباح، يستعد كل منهما للذهاب إلى المدرسة بطريقة مختلفة. أول كلمة يسمعها خالد قول أمه: "خالد.. قم من النوم.. سوف تتأخر عن المدرسة مرة أخرى". يستيقظ خالد، يرتدي ملابسه باستثناء الحذاء، ثم يأتي لتناول الإفطار، تقول أمه: "أين حذاؤك يا خالد ! هل تريد الذهاب إلى المدرسة حافيًّا ؟! ماذا حدث لزرار ثوبك؛ إنه على وشك السقوط.. بدَّل ثوبك بعد الإفطار، فأنا لا أريد أن يذهب طفلي إلى المدرسة بثوب دون أزرار.. انتبه وأنت تصب العصير في الكأس، لا تسكبه على الطاولة مثل كل يوم !".عندما صب خالد العصير انسكب جزء منه على الطاولة. غضبت أمه وقالت وهي تمسح الطاولة: "لا أدري ماذا أفعل بك ؟" تمتم خالد بكلمات غير واضحة.. سألته أمه: "ماذا تقول؟ ها قد بدأت في التسخط كعادتك عندما تخطئ".أنهى خالد إفطاره وتوجه نحو الخارج ليدرك حافلة المدرسة. نادته أمه بصوت عالٍ: "خالد.. لقد نسيت وجبتك، يبدو أنك ستنسى رأسك لو لم يكن مثبتًا بعنقك". ناولته الوجبة وأضافت: "كن مؤدبًا اليوم في المدرسة"، ثم قبلته.


سعد، الذي يسكن في منزل مجاور لخالد، كانت أول كلمة يسمعها قول أمه: "سعد، الساعة الآن السابعة، هل تستيقظ الآن أم أتركك خمس دقائق؟". تقلب في فراشه

وقال: "خمس دقائق". أوقظته أمه بعد خمس دقائق، أتى إلى طاولة الطعام لتناول الإفطار مرتديًّا جميع ملابسه باستثناء الحذاء. قالت أمه: "ما شاء الله، ارتديت جميع ملابسك ولم يبق سوى الحذاء.. يبدو أن زرار ثوبك يوشك أن يقع، هل تريد أن أصلحه وأنت تفطر أو تبدله بعد الإفطار؟" فكر سعد للحطة وقال: "أغيره بعد الإفطار".جلس سعد على الطاولة وصب العصير في كأسه وانسكب جزء منه على الطاولة. قالت أمه: "قماش التنظيف بجوار المجلس"، واستمرت في إعداد وجبته. أحضرها سعد ومسح العصير المنسكب. تحدث مع أمه لبعض الوقت وهو يفطر، وبعدما انتهى بدل ثوبه ولبس حذاءه وأخذ حقيبته وتوجه نحو الباب. نادته أمه: "سعد.. الوجبة" عاد إلى المطبخ وتناولها من أمه وشكرها، قبلته وقالت: "مع السلامة".

خالد وسعد يذهبان للمدرسة نفسها، ويدرسهما المدرس نفسه..قال المدرس للطلاب: "سنقيم حفل نهاية العام الأسبوع القادم ونحتاج إلى متطوعين. طالب يرسم لوحة ترحيبية للضيوف ، وآخر يقدم العصير لهم، وثالث يدعو بقية الفصول لحضور الحفل.. فمن يتطوع ؟". بعض الأطفال رفعوا أيديهم، وبعضهم رفعها مترددًا، والبقية لم يرفعوا أيديهم على الإطلاق.


من يا ترى سيرفع يده.. خالد أم سعد؟!ما العلاقة بين شعور الأطفال بالتقدير واستعدادهم لتحمل تحديات النجاح أو الفشل

[size=16هناك بلا شك أطفال يستطيعون تجاوز مشاعر عدم التقدير أو التقليل من شأنهم وقدراتهم التي يتعرضون لها في بيوتهم، ويستطيعون مواجهة التحديات بجدارة. كما أن أطفالاً آخرين يعاملهم أهلهم باحترام وتقدير ولكنهم - أي الأطفال - يشكون من قدراتهم على مواجهة التحديات ويخشون الفشل.لكن المؤكد أن معظم الأطفال الذين يعيشون في بيوت تحترم قدراتهم وتقدرها يكونون مهيئين لتحمل مصاعب الحياة ومواجهة تحديات النجاح والفشل أكثر من أقرانهم الذين لا يجدون مثل هذا التقدير والاحترام ، إضافة إلى ذلك ، فإنهم عادة ما تكون طموحاتهم أكبر، وأهدافهم أعلى من أقرانهم لأنهم جربوا الاعتماد على أنفسهم منذ سن مبكرة ، وجربوا النجاح والفشل واستطاعوا الاستفادة من تلك التجارب دون خوف أو رهبة من العقاب أو التأنيب.. ولذلك فإنهم لا يخشون التحديات ويسعون بقوة لتحقيق أهدافهم في مستقبل حياتهم.
تابع الاسرة و الطفل

ليست هناك تعليقات: