5‏/10‏/2009

فطرة… فكرة … خبرة




يا لها من ثلاثية تتحكم بمعتقداتنا وسلوكاتنا سواء كان مصدر التحكم فطرة الله التي فطر الناس عليها أو أفكار تخطر لعقولنا فنختبرها لنتيقن من صحتها أو ندحضها أو كان مصدرها منحدر من الإرث السلوكي التربوي …
لقد كنت أعتقد وأنا ابنة السبعة أعوام أن ظلام الليل وسكونه هما السبب في عدم إدراكنا للمحسوسات من حولنا من مشاهد وأصوات وغيرها….
وذات يوم كنت أشارك أسرتي أنشطتهم اليومية في وضح النهار فغارت عيني ونمت قليلاً وحين أستيقظت أدركت حقيقة لم تكن مثبتة لدي ولم أسأل أحداً بشأنها كوني كنت متيقنة من أبعادها…
فقد أدركت أنه بالنوم تغيب حواسنا عن الإدراك ، وحين كبرت أكثر وأبحرت في عالم كتاب الله العظيم علمت أن النوم موتة صغرى يقبض الله فيه أرواح البشر فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى ….
وكثيراً ما نصحنا بعدم  المزاوجة في تناول الأطعمة والأشربة المتناقضة في الحرارة لتأثيرها سلباً على صحة أسناننا وجهازنا التنفسي …
وكثيراً ما تم تحذيرنا -ونحن صغار- من عدم الإلقاء برأسنا إلى الأسفل ناظرين إلى شي من مكان مرتفع ….
وأمهاتنا الكريمات وما أدراك ما أمهاتنا …!!!
فهن عالم من النصائح والإرشادات غير متناهي الأبعاد بهدف الحفاظ على الصحة والدين والعلاقات الاجتماعية بأنواعها…
والكثير الكثير من الأمثلة متعددة المصادر التي واجهتنا وتواجهنا في حياتنا …
فهل كانت هذه النصائح والحقائق وليدة أفكار أصحابها…؟؟
وهل اختبر كل صاحب فكرة فكرته فتيقن من نتائجها سلباً وإيجاباً…؟؟  
أم تناقلناها كموروث سلوكي تربوي …؟؟
أم هي الفظرة ….؟؟
في الحقيقة فأني أرى -وكما أسلفت- أن كل هذا مجتمعاً أو متتالياً هو القالب الذي يشكل سلوكنا على تعدد أهدافه …
فقد خلق الله-سبحانه وتعالى- أبونا آدم –عليه السلام- على فطرة سليمة قويمة وعلمه الأسماء والمسميات ووضعه في الاختبار منذ بداية الخليقة وأتاح له الفرصة من أن يتيقن من صحة أو خطأ تجربته وتناقلنا عبر الأجيال والقرون نتيجة هذه التجربة ومازلنا ننقلها لمن يأتوا خلفنا، وقد تراكمت الخبرات عبر الأزمان وتطورت حتى وصلنا إلى ما نحن فيه من حصيلة لا منتهية من الخبرات والتجارب…
وعلى رأس كل هذا النعم التي أنعم الله بها علينا كوسائل نستعين بها على تمحيص ما وصل إلينا من غث وسمين فقد خلق الله الإنسان وأودعه عقلاً يقوم به الفطرة السليمة أن اعوجت ، كما أرسل إلينا رسلاً مبشرين ومنذرين يحملون شرائع تهدينا الصراط المستقيم إذا ضل العقل طريقه فيه وتاه في سبل الغي والضلال ….
فتبارك الله أحسن الخالقين
والحمد لله رب العالمين

ليست هناك تعليقات: