4‏/10‏/2009

لا تبخلي بالأحضان على صغيرك




دراسة قامت بها إحدى الملاجئ في الولايات المتحدة الأمريكية لمعرفة سبب ارتفاع نسبة الوفيات بين أطفال الملاجئ في تلك البلاد.. أخذوا يدرسون جميع الجوانب المتعلقة.. بالرعاية والعناية وجوانب النظافة والحالة النفسية للأطفال وكل ما يتعلق.. ولكنهم لم يتوصلوا لسبب مقنع.. يفسر سبب هذه النسبة المرتفعة.. وقامت بتوسيع دائرة البحث لتغطي ملاجئ أخرى في البرازيل.. وقاموا بنفس البحث والتقصي.. ولاحظوا اختلافا في أعمار القائمين على تلك الملاجئ بين أمريكا والبرازيل.. وهنا قاموا بمراقبة تصرفات المربيات في البرازيل فوجدوا أنهم كبار في السن ويعطفون على هؤلاء الأطفال ويقومن بلمسهم وحضنهم وتعويضهم عن الحنان الأسري الذي فقدوه من والديهم.. بخلاف أعمار المربين في ملاجئ أمريكا فهمن صغار السن وليس لديهم تلك الجوانب العاطفية وملامسة الأطفال وحضنهم والحنان الدافئ الذي تمنحه تلك الأحضان وأخذوا هذه المعلومة وعادوا بها إلى بلادهم وأخذوا في تشريح بدني لبعض الوفيات.. ووجدوا ضمورا في أحد الغدد الصماء خلف الرقبة وهذا الضمور واضح ولافت للنظر.. ولم يجدوا هذا الضمور في حالات وفيات أخرى لأطفال يعيشون بين أبويهم ويحصلون على العطف والحنان من خلال اللمس والحضن..


وفي دراسة نفسية أخرى توصل الباحثون إلى أن الإنسان العادي بحاجة إلى أربعة أحضان يومياً على الأقل ليستطيع مواجهة الحياة اليومية بحب وليحافظ على قدر من الهدوء والطمأنينة.. 
هذه المعلومات قرأتها في إحدى كتب البرمجة اللغوية العصبية وكان في الموضوع بيان لأهمية الحضن الدافئ وتأثيره على الإنسان. 
الإخوة والأخوات.. أحضن أبناءك وبناتك حضن محبة.. أحضن والديك حضن رحمة.. واحضن أخوك وأختك حضن مودة.. وأحضن زوجتك حضن ترابط اندماج.. وأحضن كل من تحب حضن يذيب ثلوج القسوة والفرقة والتفكك والخصام.. وأكثر من أحضانك الحانية علك تدخل على قلب محتاج مولع متعطش للعاطفة الصادقة البريئة الخالصة.. 
ألا تلاحظ الأم كم يهدأ ولدها الخائف الموجوع أو المضطرب بحضنها.. وكم يهدأ الحزين بفقد عزيز أو غياب غال بحضن صديق حبيب يواسيه ويهون عليه مصابه.. وكم بنت في سن الزهور والورود تضم والدها وتسمعه دقات قلبها الخائف من مجهول الأيام وحلكة الليل القاتم.. نعم أيها السادة والسيدات الأفاضل فغذاء الأحضان هو غذاء مكون من الرحمة والطمأنينة والدعة والهدوء والسكينة.. فكم حضن تجمع في يومك وليلتك.. وكم حضن تهدي وتمنح في ساعاتك ولحظاتك.. وكم لمسة تنثرها على محبيك.. أحسبها وتابعها.. ولاحظ نفسيتك ومن تحضن بعد الحضن وقبله.. سجل ملاحظاتك.. وستجد الفرق.

ليست هناك تعليقات: